فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشعراوي:

{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ}
وكلمة النسوة، وكلمة نساء تدلُّ على الجماعة، لكن مفردَ كلٍّ منهما ساقط في اللغة، فمفرد {نسوة} امرأة؛ ومفرد نساء أيضًا هو امرأة. ومن العجيب أن المفرد، وهو كلمة امرأة له مثنى هو امرأتان، لكن في صيغة الجمع لا توجد امراءات، وتوجد كلمة نسوة اسم لجماعة الإناث، واحدتها امرأة، وجمعها نساء.
وقد قالت النسوة: {امرأة العزيز تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ} [يوسف: 30].
وما قُلْنَه هو الحق؛ لكنهن لم يَقُلْنَ ذلك تعصبًا للحق، أو تعصبًا للفضيلة.
وشاء سبحانه أن يدفع هذه المقالة عنهن، ففضح الهدف المختفي وراء هذا القول في الآية التالية حين قال: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخرج عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا هذا بَشَرًا إِنْ هاذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ قَالَتْ فذلكن الذي لُمْتُنَّنِي فِيهِ...} [يوسف: 31-32].
والمكر هو سَتْر شيء خلف شيء، وكأن الحق يُنبِّهنا إلى أن قول النسوة لم يكن غضبةً للحق؛ ولا تعصبًا للفضيلة، ولكنه الرغبة للنِّكاية بامرأة العزيز، وفَضْحًا للضلال الذي أقامت فيه امرأة العزيز.
وأردْن أيضًا شيئًا آخر؛ أن يُنزِلْنَ امرأة العزيز عن كبريائها، وينشرن فضيحتها، فَأتيْنَ بنقيضين؛ لا يمكن أن يتعدى الموقف فيهما إلا خسيس المنهج.
فهي امرأة العزيز، أي: أرفع شخصية نسائية في المجتمع، قد نزلت عن كبريائها كزوجة لرجل يُوصَفُ بأنه الغالب الذي لا يُغلب؛ لأن كلمة {العزيز} مأخوذة من المعاني الحسية.
فيُقال: الأرض العَزَاز أي: الأرض الصخرية التي يصعب المشي عليها، ولا يقدر أحد أنْ يطأها؛ ومن هذا المعنى جاءت كلمة {العزيز}.
فكيف بامرأة العزيز حين تصير مُضْغة في الأفواه؛ لأنها راودتْ فتاها وخادمها عن نفسه؛ وهو بالنسبة لها في أدنى منزلة، وتلك فضيحة مزرية مشينة.
وقالت النسوة أيضًا: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} [يوسف: 30] والحب منازل؛ وأول هذه المنازل الهوى مثل: شقشقة النبات، ويُقال: رأى شيئًا فهواه. وقد ينتهي هذا الهَوَى بلحظة الرؤية، فإذا تعلَّق الإنسان بما رأى؛ انتقل من الهوى إلى العَلاقة.
وبعد ذلك يأتي الكلف؛ أي: تكلَّف أن يصل إلى ما يطلبه من هذه العَلاقة. ثم ينتقل بعد ذلك إلى مرتبة فيها التقاء وهي العشق، ويحدث فيها تبادل للمشاعر، ويعلن كل طرف كَلَفه؛ ولذلك يسمونه عاشق ومعشوق.
ثم ينتقل إلى مرحلة اسمها التدليه؛ أي: يكاد أن يفقد عقله. ثم يصير الجسم إلى هُزَال ويقال تبلت الفؤاد أي: تاه الإنسان في الأمر.
ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الهُيَام، أي: يهيم الإنسان على وجهه؛ فلا يعرف له هدفًا، فإن تبع ذلك جرم صار اسمه جوى.
تلك هي مراحل الحب التي تمر بالقلب، والقلب كما نعلم هو الجهاز الصنوبري، ويسمونه مَقَرّ العقائد المنتهية، والتي بحثها الإنسان واعتقدها بالفعل.
فالإنسان منا يدرك الأشياء بحواسه الظاهرة، يرى ويشُمُّ ويسمع ويذوق ويلمس، فإذا أدرك بعضًا من الأمور؛ فهو يعرضها على العقل ليوازن بينها؛ ويختار الأكثر قبولًا منه، وبعد ذلك تذهب تلك الأمور المقبولة إلى القلب؛ لتستقر عقيدة فيه لا يحيد عنها.
أما المسائل العقلية؛ فقد تأتي مسائل أخرى تزحزحها؛ ولذلك يُقال للأمور التي استقرت في القلب عقائد، أي: شيء معقود لا ينحل أبدًا.
وما يصل إلى هذه المرتبة يظهر أثره في إخضاع سلوك حركة الحياة عليه، وإذا ما استقر المبدأ في نفس الإنسان؛ فهو يجعل كل حركته في ظل هذا المبدأ الذي اعتقده.
وهكذا نعرف: كيف تمرُّ العقيدة بعدَّة مراحل قبل أن تستقر في النفس، فالإدراك يحدث أولًا؛ ثم التعقُّل ثانيًا؛ وبعد ذلك يعتقد الإنسان الأمر، ويصبح كل سلوك من بعد ذلك وِفْقًا لما اعتقده الإنسان.
وكلمة: {شَغَفَهَا حُبًّا..} [يوسف: 30].
تعني أن المشاعر انتقلتْ من إدراكها إلى عقلها إلى قلبها، والشغاف هو الغِشَاء الرقيق الذي يستر القلب؛ أي: أن الحب تمكَّن تمامًا من قلبها.
وقولهن: {إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [يوسف: 30].
هو قول حَقٍّ أُريد به باطل.
ولذلك يقول الحق سبحانه بعد ذلك ما يفضح مَقْصِدهن: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ...}.
ولسائل أن يقول: وكيف انتقل لَهُنَّ الكلام عن الذي حدث بينها وبين يوسف؟
لابد أن هناك مرحلة بين ما حدث في القصر؛ وكان أبطاله أربعة هم: العزيز، وامرأته، ويوسف، والشاهد، ولابد أن يكون مَنْ نقل الكلام إلى خارج القصر؛ إنسان له علاقتان؛ علاقة بالقصر فسمع ورأى وأدرك؛ ونقل ما علم إلى مَنْ له به علاقة خارج القصر.
وبحث العلماء عن علاقة النسوة اللاتي ثرثرن بالأمر، وقال العلماء: هُنَّ خمسة نساء: امرأة الساقي، وامرأة الخباز، وامرأة الحاجب، وامرأة صاحب الدواب (أي: سائس الخيل)، وامرأة السجان.
وهؤلاء النسوة يَعِشْنَ داخل بيوتهن؛ فمَنِ الذي نقل لَهُنَّ أسرار القصر؟
لابد أن أحدًا من أزواجهن قد أراد أن يُسلِّي أهله، فنقل خبر امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام؛ ثم نقلتْ زوجته الخبر إلى غيرها من النسوة. وحين وصل إلى امرأة العزيز الخبر؛ وكيف يمكرن بها؛ أرسلت إليهن: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا..} [يوسف: 31].
والمتكأ هو الشيء الذي يستند إليه الإنسان حتى لا يطول به مَلَلٌ من كيفية جِلْسته، والمقصود بالقول هو أن الجلسة سيطول وقتها، وقد خططتْ لتكشف وَقْعَ رؤية يوسف عليهن، فقدَّمتْ لكل منهن سكينًا؛ وهو ما يوحي بأن هناك طعامًا سوف يؤكل.
ويتابع الحق سبحانه: {وَقَالَتِ اخرج عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ...} [يوسف: 31].
ويُقال: أكبرْتَ الشيء، كأنك قد تخيَّلته قبل أن تراه على حقيقته؛ وقد يكون خيالك قد رسم له صورة جميلة، إلا أنك حين ترى الشيء واقعًا؛ تكبر المرائي عن التخيُّل.
والمثل أن إنسانًا قد يُحدِّثك بخير عن آخر؛ ولكنك حين ترى هذا الآخر تُفاجأ بأنه أفضل مما سمعتَ عنه.
والشاعر يقول:
كَادَتْ مُسَاءلةُ الرُّكْبانِ تُخبِرني ** عن جَعْفرِ بنِ حبيبٍ أصدقَ القيم

حتَّى التقيْنَا فَلا واللهِ مَا سَمِعتْ ** أُذني بأطيبَ مِمَّا قَدْ رأى بَصَرِي

ويقولون في المقابل: سماعك بالمعيدي خير من أن تراه. أي: يا ليتك قد ظللتَ تسمع عنه دون أن تراه؛ لأن رؤيتك له ستُنقِص من قدر ما سمعت.
وهُنَّ حين آذيْنَ امرأة العزيز بتداول خبر مُراودتها له عن نفسه، تخيَّلْنَ له صورةً ما من الحُسْن، لكنهُنَّ حين رأَيْنَهُ فاقتْ حقيقته المرئية كل صورة تخيَّلْنَها عنه؛ فحدث لهُنَّ انبهار.
وأول مراحل الانبهار هي الذهول الذي يجعل الشيء الذي طرأ عليك يذهلك عما تكون بصدده؛ فإن كان في يدك شيء قد يقع منك.
وقد قطعتْ كلٌ منهن يدها بالسكين التي أعطتها لها امرأة العزيز لتقطيع الفاكهة، أو الطعام المُقدَّم لَهُنَّ.
وقال الحق سبحانه في ذلك: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 31].
وهل هناك تصوير يوضح ما حدث لَهُنَّ من ذهول أدقّ من هذا القول؟
ويتابع سبحانه: {وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا هذا بَشَرًا إِنْ هاذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31].
وكلمة: {حَاشَ...} [يوسف: 31].
هي تنزيه لله سبحانه عن العجز عن خَلْق هذا الجمال المثالي، أو: أنهُنَّ قد نَزَّهْنَ صاحب تلك الصورة عن حدوث منكر أو فاحشة بينه وبين امرأة العزيز، أو: أن يوسف عليه السلام لابد أن يكون قد خرج عن صورة أرقى من صورة الإنس التي يعرفنها؛ فقُلْنَ: لابد أنه مَلَكٌ كريم.
وصورة الملك كما نعلم هي صورة مُتخيَّلة؛ والإنسان يحكم على الأشياء المُتَخيَّلة بما يناسب صورتها في خياله، مثلما نتخيل الشيطان كأبشع ما تكون الصورة.
والبشاعة نفسها تختلف من واحد إلى آخر؛ فما تراه بَشِعًا قد لا يراه غيرك كذلك؛ لأن مقاييس القبح أو الجمال تختلف من أمة إلى أخرى.
فالمرأة الجميلة في أواسط أفريقيا في نظر الرجل هي ذات الشفاه الغليظة جدًا؛ أو صاحبة الشعر المُجعَّد والمُتموج.
وأكدت الحضارة الحديثة أن هذا لونٌ من الجمال ينجذب إليه الرجل في بعض الحالات؛ بدليل أن بعضًا من السيدات ذوات الشعر الناعم للغاية يذهبْن إلى مُصفِّفة الشعر، ويطلبْنَ منها تجعيد شعورهن.
إذن: فالجمال يُقاس بالأذواق؛ هذا يرى جمالًا قد يراه غيره غير هذا؛ وذاك يرى جمالًا لا يراه غيره كذلك.
والحق سبحانه يقذف معايير الجمال في النفس الإنسانية على قَدْر مُقوِّمات الالتقاء في الانسجام. ولذلك يُقال في الريف المصري هذا المثل كل فُولة ولها كَيَّال.
ونجد شابًا يتقدم لفتاة يرغب في الزواج منها؛ وما أنْ يراها حتى ينفر منها، ويتقدم لها شاب آخر فيقع في هَواها، ويتعجَّل الزواج منها، وهذا يعني أن مقاييس الأول تختلف عن مقاييس الثاني.
وحين يشاء الحق سبحانه أن يجمع بين اثنين فلا أحدَ بقادر على أن يمنع القبول من كل طرف للطرف الآخر؛ وهذه مسألة لها من الأسرار ما لا نعرفه نحن؛ لأنه سبحانه الذي يكتب القبول؛ ويُظهِر في المرأة جمالًا قد يجذب رجلًا ولا يجذب رجلًا آخر، ونفسَ المسألة تحدث في نفسية المرأة.
إذن: فحين رأت النسوة يوسف عليه السلام؛ قُلْنَ: {مَا هذا بَشَرًا إِنْ هاذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31].
وهذا يعني أن يوسف هو الصورة العليا في الجمال التي لا يوجد لها مثيل في البشر. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قد شغفها حبًا} قال غلبها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قد شغفها} قال: قتلها حب يوسف. الشغف، الحب القاتل، والشغف، حب دون ذلك. والشغاف، حجاب القلب.
وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {قد شغفها حبًا} قال: الشغاف في القلب في النياط، قد امتلأ قلبها من حب يوسف. قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
وفي الصدر حب دون ذلك داخل ** وحول الشغاف غيبته الأضالع

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قد شغفها حبًا} قال: قد علقها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه أنه كان يقرؤها: {قد شغفها حبًا} قال: بطنها حبًا. قال: وأهل المدينة يقولون بطنها حبًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه في قوله: {قد شغفها حبًا} قال: الشغوف، المحب. والمشغوف، المحبوب.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه أنه كان يقرؤها: {قد شغفها حبًا} ويقول: الشغف، شغف الحب. والشغف، شغف الداب حين تذعر.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية رضي الله عنه أنه قرأ: {قد شعفها حبًا} بالعين المهملة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {قد شغفها حبًا} قال: هو الحب اللازق بالقلب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه قال: الشغاف، جلدة رقيقة تكون على القلب بيضاء، حبه خرق ذلك الجلد حتى وصل إلى القلب.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد قال: إن الشعف والشغف يختلفان، فالشغف في البغض. والشغف في الحب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد العباداني قال: قال رجل ليوسف عليه السلام: إني أحبك. فقال له يوسف: لا أريد أن يحبني أحد غير الله، من حب أبي ألقيت في الجب، ومن حب امرأة العزيز ألقيت في السجن.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه: {قد شغفها حبًا} قال: دخل حبه في شغافها.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {قد شغفها حبًا} قال: دخل حبه تحت الشغاف.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك: {قد شغفها حبًا} يقول: هلكت عليه حبًا.
وأخرج ابن جرير، عن الأعرج رضي الله عنه أنه قرأ: {قد شعفها حبًا} بالعين المهملة، وقال: {شغفها حبًا} يعني بالغين معجمة، إذا كان هو يحبها.
{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فلما سمعت بمكرهنَّ} قال: بحديثهن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله: {سمعت بمكرهن} قال: بعملهن. وقال: كل مكر في القرآن فهو عمل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه في قوله: {وأعتدت لهن متكأ} قال: هيأت لهن مجلسًا، وكان سنتهم إذا وضعوا المائدة، أعطوا كل إنسان سكينًا يأكل بها. فلما رأينه قال: فلما خرج عليهن يوسف عليه السلام: {أكبرنه} قال: أعظمنه ونظرت إليه، وأقبلن يحززن أيديهن بالسكاكين. وهن يحسبن أنهن يقطعن الطعام.